2024-11-04
لا شك أن النظام التعليمي في تركيا الآن هو واحد من أهم الأنظمة في العالم على الإطلاق، وذلك نظراً لعدة أمور من بينها، الجودة الفائقة التي تقدم في المناهج والبرامج التعليمية، والتكلفة التي تناسب جميع الفئات، ففي الآونة الأخيرة، اتجهت كافة الأنظار نحو تركيا باعتبارها تقدم فرص تعليمية بمزايا متنوعة تنفرد بها عن غيرها من البلدان الأخرى، وفي هذا السياق، سوف نتحدث بمزيد من التفصيل والشرح حول النظام التعليمي في تركيا وأبرز مميزات والمراحل التي يمر بها.
عندما نأتي على ذكر النظام التعليمي في تركيا، نجد أنفسنا أمام الزخم الهائل من المدارس -الخاصة والحكومية- والمؤسسات التعليمية الكبرى التي تخضع بشكل مباشر لقوانين وإجراءات صارمة تشرف عليها وزارة التربية الوطنية، ونستطيع في هذه النقاط التالية، أن نقول:
أن المدارس الحكومية في تركيا تبلغ 56.200 مدرسة.
والمدارس الخاصة حوالي 14.179 مدرسة.
كما يتوفر 4 مدارس خاصة تتبع نظام التعليم المفتوح.
وليس هذا فحسب، ففي الفترة الأخيرة، شهدت تركيا تطورات كبيرة على رأسها "المدارس العربية" وذلك جاء بسبب الإقبال الكبير من العرب نحو تركيا لتدريس أولادهم، وذلك للمميزات الكبيرة التي تقدمها الدولة وتنفرد بها، فإن تحدثنا عن أبرز ميزة في النظام التعليمي في تركيا، فسوف نتحدث عن الثقافة والأعراف والتقاليد التي تتمتع بها، والتي هي في نفس الوقت قريبة الشبه من الثقافة العربية نظراً لثقافتها الإسلامية، ومن الجانب الآخر، نجد التقدم الهائل الذي نشهده في الغرب هو نفسه ما نلمحه في تركيا.
على ذكر مراحل النظام التعليمي في تركيا، سنجد أن هناك تفاوت بين التعليم في تركيا والشرق الأوسط، ويتمثل هذا الاختلاف في المنهج والتطور في الخدمات الطلابية والتعليمية، وما تقدمه وزارة التربية الوطنية من مزايا لطلابها، فالمناهج الدراسية متطورة إلى حد كبير، وتُقدم على النحو الذي يشبع فضول الطالب، أما فيما يتعلق بالمراحل التعليمية:
وهذه المرحلة من التعليم تبدأ من الصف الأول وحتى الصف الرابع، وهنا سيظهر أمامنا التالي:
1- في حال كان الطالب داخل روضة في مدرسة ابتدائية، فذلك يعني أنه سيُسجل الكترونياً لكي يصعد للصف الأول.
2- أما إذ لم يكن قد دخل الروضة -وذلك في تركيا- وعمره يوفر له إمكانية الدخول للصف الابتدائي، فسوف يتم معادلة الشهادة من البلد الأصلي بالذهاب للإدارة التعليمية التركية التابع لها لتحديد موعد للحصول على ورق المعادلة.
ومن الجدير بالذكر أن التعليم الابتدائي يبدأ من عمر 6 سنوات، ويكون محور الدراسة في تعليم الطفل المبادئ الأولى للقراءة والكتابة، وكذلك تعلم الإنجليزية -وهذا بداية من الصف الثاني- ثم بعد ذلك يمر الطالب بدراسة العلوم الاجتماعية، ومن ثم الرياضيات وقواعد المرور، وكذلك اللغة التركية.
أما إذا جاءنا لمرحلة التعليم المتوسط في النظام التعليمي في تركيا، ألا وهي المرحلة الإعدادية -وهذا المصطلح الدارج في البلدان العربية- والتي تكون من الصف الخامس وحتى التاسع، أي أنها تستمر 4 سنوات بالتمام والكمال كما هو الحال في المرحلة الابتدائية، وهنا ينتقل الطالب الكترونياً عن طريق المدرسة الابتدائية لكي يتم توزيعه حسب الاختيار الشخصي للمدارس، ومن يظهر أمامنا نمطين رئيسيين:
مدارس حكومية أو خاصة.
مدارس مُتعارف عليها باسم إمام وخطيب.
ويحدث هذا الأمر عندما يأتي لولي أمر الطالب ورقة يختار منها أي مدرسة إعدادية يريدها لطفله، وكذلك المواد التي يريد أن يختارها الطالب، وذلك لتعزيز وتطوير مهارات بعينها، وهذه المواد اختيارية، وتوجد أخرى إجبارية مثل اللغة التركية والرياضيات والعلوم الاجتماعية وغيرها من المواد الأخرى.
وهذه المرحلة هي الأهم في النظام التعليمي في تركيا والتي تسبق المرحلة الجامعية، وتنقسم هذه المرحلة لعدة مدارس، سنوضحها على النحو التالي:
وهي ثانوية تعد الأفضل على الإطلاق في النظام التعليمي في تركيا نظراً لكونها تعتمد على اللغة الإنجليزية في المواد التي يتم تدريسها، ومنها يؤهل الطالب لدخول الكليات سواء الطبية أو الهندسية، كما تستقبل الطلاب ممن لديهم قدرات عالية خصوصاً في المادة العلمية أو الرياضية.
أما بالنسبة للثانوية العامة، فهي تبدأ من الصف التاسع للصف الثاني عشر، بمعنى أنها تستمر لمدة 4 سنوات، أما عن المواد الدراسة التي يتم تدريسها فيها، فهي: الرياضيات والفلسفة والكيمياء والأحياء والتاريخ والجغرافيا والأدبيات واللغة التركية والإنجليزية، والتاريخ -الانقلاب وحكم أتاتورك- ويجب هنا أن نذكر أن الالتحاق بالثانوية العامة في تركيا يتم من خلال اجتياز اختبار LGS بعد الإعدادية، وعند اجتياز هذا الاختبار، يتم تحديد نوع المدرسة التي ستنضم إليها حسب مجموعك، كما يسهم المجموع كذلك في اختيار المدرسة الأقرب إليك من حيث عنوان السكن.
في المدارس المهنية التركية، يدرس الطلاب تخصصات متنوعة مثل الفن والصحة والسياحة والإعلام والفنادق، ومن الجدير بالذكر أن هذه المدارس لا تتطلب مجموعًا عاليًا ولا ضرورة لاجتياز امتحان LGS، ومن ثم يسمح لأي طالب التسجيل فيها، وإحدى المميزات للثانوية المهنية في تركيا هي منح الطلاب فرصة لتعلم مهنتهم منذ صغرهم والتدرب عليها، وبالتالي التأهل لدخول سوق العمل بشكل أسرع، كما أن المتفوقين في هذه المدارس يمكنهم الالتحاق بالجامعات والمعاهد التركية وفقًا لتخصصاتهم.
مدارس ثانويات الأناضول من بين أفضل أنواع المدارس في النظام التعليمي في تركيا، لكونها تهدف إلى رفع مستوى الطلاب الدراسي لتحقيق نجاح أكبر في امتحانات القبول الجامعي YKS، فهذه المدارس بمثابة مراكز تدريب تُخرج طلاب ذوي قدرات عالية في جميع المواد الدراسية.
تجذب هذه المدارس الكثير من الطلاب العرب نظرًا لالتزامها بالحفاظ على التقاليد الإسلامية، ويُدرس فيها علوم الشريعة المختلفة للحصول على وظائف كالإمام والمؤذن ومدرسي تحفيظ القرآن الكريم، وتُشرف عليها وزارة التربية الوطنية.
كما يوحي اسمها، تهدف مدارس الفنون الجميلة إلى تنمية مهارات الموهوبين في مجالات متعددة مثل تصميم الأزياء والنحت والجرافيك، ولكن يتعين على الطلاب اجتياز اختبار القدرات للدخول إلى هذه المدارس، كما هو الحال في معظم البلدان العربية، وتؤهل هذه المدارس الطلاب للالتحاق بكليات الفنون في الجامعات التركية.
هذه المدارس الخاصة تقدم برامج تعليمية باللغة الأجنبية للطلاب الذين يواجهون صعوبة في تعلم اللغة التركية، ولكن من الجدير بالذكر أن تكلفة الدراسة في هذه المدارس تكون مرتفعة نسبيًا.
شهدت الجامعات التركية، سواء الخاصة أو الحكومية، تزايدًا ملحوظًا في عدد الطلاب الأجانب الوافدين إليها في الآونة الأخيرة، ويعزى هذا الارتفاع إلى قوة المناهج التعليمية التي يقدمها النظام التعليمي في تركيا، وجودة البحث العلمي بها، فضلاً عن اهتمام الدولة الكبير بالطلاب وبالتعليم بشكل عام، كما تعد تكلفة التعليم في تركيا منخفضة مقارنة بمثيلاتها في أوروبا، ولكن لكي تتمكن من التقدم للجامعات التركية، يجب عليك أولاً معادلة شهادتك الثانوية بنظيراتها في تركيا.
وعلى ذكر التعليم العالي، فـ تركيا تضم 138 جامعة حكومية وحوالي 65 جامعة خاصة، جميعها خاضعة لقوانين وزارة التعليم العالي التركية، وتحتل الجامعات التركية مراتب متقدمة على مستوى العالم.
يحصل عليها الطلاب عند إتمام التعليم الثانوي ودخولهم إلى المعاهد التركية المتنوعة، وتستمر الدراسة في هذه المعاهد لمدة سنتين، مقسمة إلى أربعة فصول، وتقدم هذه المعاهد مجموعة متنوعة من التخصصات الطبية والهندسية واللغات والأدب والتكنولوجيا، وغيرها، ويجدر بنا أن نذكر أن بعض المعاهد تضيف ما يُعرف بالسنة التحضيرية، ومن ثم يزيد عدد سنوات الدراسة إلى ثلاث سنوات، كما تتيح الثانويات الفنية لطلابها بعض المقاعد في المعاهد والجامعات التركية دون الحاجة لدخول أي امتحان.
تمثل مرحلة البكالوريوس المرحلة الأساسية التي يسعى الطلاب لتحقيقها بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية واجتياز اختبار YKS، الذي يُشابه اختبار القدرات في بعض الدول العربية، وتستمر دراسة البكالوريوس في معظم الكليات لمدة أربع سنوات، بالإضافة إلى السنة التحضيرية، وتُستثنى الكليات الطبية، حيث تستمر الدراسة لمدة ست سنوات، بينما تستمر كليات الهندسة لمدة خمس سنوات.
لا يتوقف الطلاب الناجحون عند درجة البكالوريوس؛ فالكثير منهم يتطلعون للحصول على درجة الماجستير لتقوية شهادتهم، وهناك إمكانية إنهاء درجة الماجستير في معظم التخصصات في غضون سنتين، وتتضمن خيارات الماجستير أطروحة أو بدون أطروحة حسب اختيار الطالب.
وهي آخر مراحل التعليم الجامعي، حيث يتابع الطلاب الحاصلون على درجة الماجستير دراستهم وبحوثهم العلمية للحصول على هذه الدرجة، ويكتسب الطلاب خلالها مهارات البحث وتنمية قدراتهم العلمية، وتستمر دراسة الدكتوراة ما بين ثلاث إلى خمس سنوات من الدراسة الجادة، تتضمن الدراسة النظرية، ثم البحث العلمي وكتابة الأطروحة الخاصة بهم، وأخيرًا الخضوع للاختبار الذي من خلاله يتم الحصول على شهادة الدكتوراة، وتوجد أيضًا إمكانية دراسة الدكتوراة باللغة الإنجليزية في بعض الجامعات التركية.
يتساءل الكثيرون حول مزايا النظام التعليمي في تركيا، وفي هذه النقاط، سنستعرض أبرز هذه المزايا التي يحصل عليها كل طالب يرغب في الالتحاق بنظام تركيا في التعليم:
أولاً وقبل أي شيء، تتيح لك الجامعات التركية الحصول على أقوى الشهادات المعترف بها عالميًا لتحسين مستقبلك المهني.
تركيا تضم مجموعة واسعة من الجامعات التي تقدم برامج تعليمية متنوعة تلبي احتياجات جميع الطلاب بكافة الفئات.
تحرص الجامعات على توفير بيئة اجتماعية نابضة تحفز الطلاب على المشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية.
اللغة التركية هي لغة سهلة التعلم، وهذا يعني أنها لا تشكل عائق أمام الطلاب الأجانب الراغبين في الانضمام إلى المدارس أو الجامعات التركية.
تقدم وزارة التربية الوطنية في تركيا تسهيلات عديدة للطلاب، مثل تخفيض أسعار وسائل المواصلات، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة المعيشة مقارنة بدول أوروبا.
في ختام مقالتنا، نستطيع القول أن النظام التعليمي في تركيا يمثل فرصة مميزة للطلاب الدوليين الذين يسعون للحصول على تعليم عالي الجودة بتكاليف معقولة وفي بيئة متعددة الثقافات، وبفضل هذا الدعم الحكومي والمبادرات الأكاديمية، أصبحت تركيا وجهة تعليمية مفضلة تجذب الطلاب من جميع أنحاء العالم، وفي هذا السياق، يقدم موقع ادموف خدمات متكاملة لتسهيل الدراسة في الجامعات التركية، من خلال توجيه الطلاب لإجراءات التقديم والحصول على المنح الدراسية والقبولات، وذلك لتمكينهم من الاستفادة القصوى من الفرص التعليمية المتاحة في تركيا.
